Monday, January 27, 2014

عربي أنا


27/1/2014 
 لطالما كنت فتاةً تنحني إحتراماً لأصحاب الضمائر الحية ولكل من يتخذ الضمير شعاراً ليرسم مسار حياته. ففي الليل، سهرت وأشبعت عيني من الدرس ما يكفي. وفي النهار، ذهبت كي أفرغ مخزون ما حفظته ذاكرتي على الأوراق في سياقٍ يخولني من الدخول إلى عالم التميز والإمتياز. فكم من دمعة انهمرت على وجهي الذي ظهرت عليه علامات الإرهاق والتعب. 
أما هي، فكانت تقضي وقتاً ممتعاً في صالات "السينما" تشاهد أحدث الأفلام. وبينما هي تنتظر بدء الفيلم بفارغ الصبر وتعد الدقائق بلهفة، كنت أنا أدعو ربي أن يجعل من كل دقيقة ساعةً تكفيني أن أخزن كل المادة المطلوبة. وبعد مرور أيامٍ على إنتظار العلامات، تأتي هي وبفمٍ مليء بالإستهتار والإستهزاء تقول: " باركولي يا بنات طلعت الأولى". تعجبت وتساءلت عن سبب ما حدث. فذهبت في اليوم التالي مع أهلي وفي قلبي نيران أشعلها شغفي بالنجاح وعشقي للتربع على سلم المرتبة الأولى.
وفي ذاك اليوم، علمت أن غياب الضمير عن قلب المسؤول هو ما أعطاها هذا الحق. فلم أكن أنا الدخيلة كما هي كانت. ولم اتعد على حقوق غيري كما هي فعلت. لكنني عشت حياتي كإنسانٍ عربي يدوس عليه من كان له كرسياً.   
أنجي وسام شيا

No comments:

Post a Comment