Tuesday, January 28, 2014

المنحوس. منحوس!


رحلت فمزقت قلبي
ألم تدري بأن فراقك مميت؟
 
لا أزال أذكر كيف اصطدتك من بين  مئات الوجوه الغريبة، 
لم أتردد  باللحاق بك و الدخول إلى حيث دخلت
فقد كنت مؤمنة أنني ألحق بقدري..
 
أذكر أيضا أول لقاء لنا، يوم ممطر في مقهى العشاق
تركتني أحتسي فنجان من القهوة لوحدي، فأنت لا تأكل ولا تشرب..
أخبرتني أن القهوة ليست سوى رمز للصباح، أو كما قال درويش، "عذراء الصباح"
ففهمت أنك لن تشاركني احتسائها في هذا المساء المزركش.
 
لقائنا الثاني كان مصادفة في ليلة رأس السنة، فقد أفصحت لي من قبل أنك تكره المواعيد، فرب صدفة خير من ألف ميعاد..
أذكر أني يومها حدثتك قليلا عن حياتي، أخبرتك عن من اجتاحوا قلبي و رحلوا..
منهم من هاجر، منهم من تركني يوم وعدني بالزواج، منهم من كان من ثوار هذا العصر، فانتهى به المطاف "وراء الشمس"
و ها أنا أنتظر فرجا من وراء البحار..
 
 أمسكت بعدها بيدي بقوة، حتى شعرت بأنني أعتصر ألما !
و همست لي  "سأكون ضيفك هذا العام"
انفجرت أساريري بعد تلك الجملة، تمنيت لو أنني أستطيع إخبار من نعتني "بالمنحوسة" عمَا قلته من قليل
بعدها  بثواني، أخبرتك بلهفة،  ما رأيك أن ترافقني للمنزل؟
أظن أنك تعجبت من وقاحتي، لكنك أتيت..
و قضينا تلك الليلة سويا
بزغت الشمس و أوقظني صوت غراب..
تحسست سريري ولم أجدك!
بحثت عنك طويلا لكنك رحلت..
 
ألم تعدني بأن نبقى سويا؟
ظننتك مختلف، لكنك كجميع من حولك
 
ركضت خلفك أميال و أنا أصرخ..
التفت الجميع سواك..
وعند استجابتك لبكائي، التفتَ لتأتي نحوي..
لكنك فجأة سقطت بحفرة حتى فارقت الحياة..
 
رحلت و لم تبقى غير الدموع.. رحلت و أدري بأنك لن تعود.. نعم يا سادة، مثل "المنحوس منحوس ولو علقوا على رأسه فانوس " ينطبق علي تماما.. فالفرحة لا تبدو من أنصاري..
 
ملاحظة: حبيبي المرحوم كان اسمه "الحظ"، دُفن في مقبرة التعاسة .. أرجوا أن تترحموا عليه
 
 
 
abeer alardah

1 comment: