Saturday, January 25, 2014

أسَرت قلبه في الصّورة.... ليَنصدم ليلة الدخلة!

قصة واقعية


هو شاب سوري مقيم في الإمارات، يبلغ من العمر حوالي ثلاثين سنة، و يبحث عن رفيقة عمرٍ تسرُّه بعد أن فسخ خطبته للمرة الثانية. فقرر هذا الشاب أن يستشير أخته المتزوجة لعلها تجد له "ابنة الحلال" المناسبة بأسرع وقت ممكن لأنه لم يعد يحتمل حياة العزوبية. وبالفعل، استغرق الأمر منها بضعة أيام حتى تعرّفت على فتاة عشرينية تعيش في سوريا، عبر برنامج التواصل المعروف "الواتس آب"، عن طريق إحدى صديقاتها.  فأسرعت بإخبار والدتها التي تعيش بالقرب من هذه الفتاه لتزورها و تعرض عليها الزواج من ابنها. و بالوقت ذاته، قامت بتبادل الصور مع الفتاة حيث طلبت منها إرسال صورٍ لها، و هي بدورها أرسلت صورا لأخيها  
أعجب الشاب بالفتاة كما وقعت بحبه هي نفسها. "يا سبحان الله يا أختي كم ارتحت لهذه الفتاة!! تبدو فائقة الجمال! انظري إلى عينيها الزرقاوين!". و بعد مكالمات هاتفية كثيرة، و بعد الدردشات التي استمرت لساعات متأخرة من الليل، قرر الشاب إحضار الفتاة إلى الإمارات للزواج بها.
و بسبب الأزمة السورية، اضطرت الفتاة  إلى السفر من سوريا إلى لبنان برّا لتنطلق لاحقا إلى الإمارات جوّا. فوصلت إلى الإمارات منهكة. و بالإضافة إلى ذلك، كانت متوترة جدا لأنها لم تخرج من بلدها من قبل، و هي الآن ذاهبة لتلتقي بعائلة غريبة و برجل تعرفت عليه عبر ال"واتس آب!  فكانت بعون الله.... 
وصلت الفتاة إلى المطار واستقبلها "زوجها" و أخوه الأكبر، و كانا سعيدين جداً بهذا اللقاء. فأوصلاها إلى بيت العائلة لتتعرّف عليهم جميعا لعلّ حالتها النفسية تتحسن بعد فراقها لأهلها. وفي هذا المساء، طلب زوجها منها أن تغسّل وجهها وتخلد إلى النوم في بيت العائلة لتستقر قليلا. فطالما أنها أصبحت عنده، لم يعد مستعجلا كما كان في السابق
ارتبكت الفتاة عندما طلب منها أن تزيل مستحضرات التجميل عن وجهها و أصرّت أن تبقى حالتها على ما هي، لكن بعد أن أصرّ عليها و أخبرها بأنها ستظل جميلة في عينيه، تشجعت و ذهبت إلى الحمام
بعد مرور بضع دقائق، خرجت الفتاة لتنضم إلى سفرة العشاء بوجه جديد. و كان وجه المسكينة ممتلىء بآثار حبوب الشباب. لكن لم يتكلم أي أحد في هذا الموضوع....
لكن في ليلة الدخلة، لم يكن زوجها مرتاحا كثيرا، و استقيظ عدة مرات أثناء نومه بعد أن رأى الكوابيس. و أصبح يشكو لأخته عن الفتاة قائلا بأن وجهها أسود! مع العلم بأنها فائقة البياض...و بعدها قال بأنها تبدو كالغول! ثم قال إن يديها كأيدي الرجال! و إن شعرها خشن للغاية! و كان مقهورا جدا لأنها أقصر من ما كان يتوقع. وبالنهاية، قررت أخته إحضار شيخ ليقرأ القران عليه في منزله و على الفتاة أيضا، ظناً منها أن أحداً ما كتب له كتبة ، والفتاة المسكية لا تملك أدنى فكرة أنها هي السبب، و أن زوجها يتحجج ليجد طريقة تخرجه من هذا المأزق. 
لكن بعد تحدث العديد من الرجال المتزوجين معه و بعد التفكير في المصيبة الأكبر التي ستحدث إذا أرسل الفتاة إلى سوريا بعد الطلاق منها بأول أسبوعين... قرر البقاء معها
المحزن أن الفتاة الآن تنتقل بين عيادة و أخرى لتجد حلاً للتخفيف من آثار الحبوب. و زوجها لا يسمح لها بأكل الحلويات لكي لا تجعل الأمر أسوأ. بالإضافة إلى ذلك، كلما ذكر أحد اسم هذه الفتاة، تحوَّل الموضوع إلى موضوع  حبوب و بثور والخ.... 
 من وجهة نظري،لا يمكننا أن نلوم الفتاة على عدم إرسالها صورا لها من دون أن تتبرّج، فمن لا يريد الظهور بأحسن مظهر له أمام عدسة الكميرا؟ و لا أعتقد أنها ظنت بأن الحبوب ستشكِّل عبئاً على حياتها الزوجية أساسا... فهذا أمر طبيعي. المشكلة برأيي تكمن في الطريقة التي تعرّف عليها هذا الشاب على الفتاة... فمن هذا الذي يقرر الزواج من شخص رآه في صورة؟؟

-عبير خرسة

No comments:

Post a Comment