بعثرت صناديق الورق على قارعة الطريق، وضمت أرجلها إلى حضنها وأحاطتهم بذراعيها، وأخفت رأسها بين ركبتيها، وانطلقت في حلم حفظت أحداثه ولقطاته وتفاصيله ولكنها لم تمل منه بعد، فهو أجمل من ما هي عليه.
لطالما تخيلت جوليا حياتها تحت سقف يكبر سقف منزلها بثلاثة أضعاف، وتجلس جوليا حول مائدة الطعام مع عائلتها التي بعثرها الزمان ورمت وحيدة على شوارع هذه المدينة الكبيرة لتكبر ببطئ وحزن.
لطالما تخيلت جوليا ملامح والدتها ورسمت ضحكت والدها ولكنها لم تعتمد على شكل محدد بعد.
وبعد هذا الحلم البسيط الذي تحلم به جوليا كل يوم تنهمر دموع حرقة على جبينها لتبلل ركبتيها الهزيلتين، فهي لازالت في التاسعة ولم تعش حول عائلتها بل هي حياة ملجأ تنبعث منه رائحة كريهة ومديرته أمرأة سمينة في عمر خمسيني ذات سن ذهبي ومشية عرجاء
تطلق صغار الملجأ من الصباح الباكر لتسمتع هي بالنقود مساءا مخلفة لهذه الأجساد الصغيرة حساء عدس مطبوخ بشؤم.
تكفف جوليا دموعها بعد سماع صوت خشن يقول لها: بكم صندوق المناديل هذا يا فتاة؟
يسرا عمر
مؤلمة
ReplyDelete