Wednesday, March 5, 2014

شكرا أيها الوطن

شكرا أيها الوطن


شكرا أيها الوطن
كم كنت سخي القسوة
شكرا لتكفلك بتكفين أحلامنا
و قتلنا بجرعات مفرطة الإحباط
شكرا أيا وطنا أهدانا الخيبة كؤوسا
أثرانا بالهزائم، ملأنا فراغا
وطن رسموا عاهاته فوق جراحنا
شوهوه و نكل بنا
حتى لا يتمكن أحد من العيش داخل الآخر
وطن لم يعد وطنا فقط
بل جرح أيضا،مغرز أكثر من سكين ورمح
زورق هش وسط أنهار دم صامتة
******************
وطن نيروني النزعة
كل يوم يحرق أكثر من روما داخلنا
وطن لم نفهم يوما فلسفته في الجفاء
ولا كيف يحترف السادية
وطن كنا له وطنا
و خذلنا عندما بحثنا فيه عن وسادة
وطن علمنا الغربة و عودنا الصقيع
وطن يجبرنا أن نقف عندما يهرول الجميع
و يأتي قطار بعد آخر
و نحن قابعون هناك
لا ندري وجهة،لا نملك تذكرة
و لا شيئ حولنا سوى حقائب ذكريات يتيمة
 ******************
شكرا أيها الوطن
لطالما أقنعتنا بأن الشمس خرافة
و الفرح شبه احتمال وهم
لطالما انتظرناك في كل عيد
و في كل مرة تكبر فينا الخيبة
أيها الوطن الذي يعاني من فائض ليل
كم من حرائق استوقفتك؟
كم من دموع أدرت لها ظهرك؟
و رغم ذلك عشقناك
و صفعة بعد أخرى أدمناك و صعرنا خدنا
و الآن بعد أن اقترفنا فيك عشقا يهوى ركوب الأفعوانيات
ماذا ترانا فاعلون؟
******************
يا جبار الظلم وعاتي الكبرياء
في داخلنا انتظار يشدو اليأس
في صباحاتنا رائحة رماد منثور
في ثرثراتنا أشياء لا تقال
في حزننا خيوط مفقودة
في أفقنا أقدار سوداء
ستأتي لتعصف ببعضنا
لأيامنا فيك فصول يقولون أنها أربعة
صيف و خريف و شتاء و ربيع
كلها ألقاب مختلفة لنفس السماء العابسة
و نحن هناك... قشة عزلاء تلتحف فجائعها الفادحة
في انتظار أفراح عقدت قرانها على المستحيل... 
أميرة زهرة إيمولودان





No comments:

Post a Comment