أيام قليلة تفصلنا عن ما يسمى ب-" عيد الحب" . فالعالم بأكمله، العربي والغربي, يشيد بهذا العيد. وبسبب جهل الكثير بأن هذا العيد، ألذي يطلق عليه أيضاً إسم ال"سانت فالنتين "، ليس إلا عادة وثنية قديمة. أرى نفسي محاصرةً بين أناس سجنوا الحب في يوم أحمر مبارك في الرابع عشرِ من شباط من كل سنة. في ظل تلك الإحتفالات ، تكسى جميع الشوارع بأثوابٍ حمراء و ترسم ورود الحب على أيادي العاشقين الذين يشترون البضائع الرخيصة بأبهظ الاثمان.

اما على الصعيد الاعلامي, الذي من المفترض ان يوجه و ينشر الوعي بين الشعوب, تقام ندوات و برامج خاصة لهذا العيد. ولا ننسى الاعلانات الاذاعية المستمرة طيلة شهر فبراير على اف ام ( جبت هدية ولا لسة؟ اتصل على زيرو تسعمية... )

و طبعاً في غضون التحضير لهذا إليوم ، يتعرض كوكب الأرض لغزو من كوكب الدباديب فتمتلئ المحلات التجارية بكافة أنواع الدباديب، وطبعاً الدبدوب المحترم له ثمن مختلف عن الدبدوب ال"نص نص"، ولو كان دباً حياً من أدغال أفريقيا لما إستحق هذا المبلغ. على اي حال, أنا شخصياً لا أعرف العلاقة بين الحب والدببة ، فالدب لم ولن يكن قط ايقونة أو رمزاً للحب.

أليس الحب مجرداً من كل الأزمان والاماكن ؟ وأليس الحبيب يبقى حبيباُ كل أيام السنة ؟ فلا نحتاج ليوم ليذكرنا بمن نحب ، فعندما نحب لا نحتاج إلا لابتسامة الحبيب لننسى تاريخ وجودنا وتتلاشى مساحة الكون بأكمله. فالعاشق يحب بصمت وسخاء، بعيداً عن كواكب الدباديب والسلع الرخيصة.

فامتثلوا يا أيها الناس باللذين اورثو قلة الكلام عن الحب وكثرة العطاء فيه .

هبه بو ضاهر