Sunday, February 23, 2014

خربشاتي

من المبكر الحديث عن "تجربة التدوين"، فلا زلنا نخربش بخجل. لكن أستطيع أن أحكي عن الكتابة.
كان لي بعض المحاولات الخجولة في صفحة "شباب" في جريدة "السفير" اللبنانيّة العام الفائت، ودوّنت مرّتيْن - لا أكثر- في مدوّنة منفصلة هجرتها منذ زمن.. بالرغم من أنّ  كلّ من اطّلع على كتاباتي البسيطة شجّعني على الاستمرار وإن لم أنشر، لكنّي أعترف بأنّ كتاباتي تتوقّف على مزاجيَ المتقلّب دائمًا.

لكنّ "وظيفة" المدوّنة فريدة من نوعها - حتّى الآن على الأقلّ. أخيرًا هناك مَن فسح لي المجال للتعبير بحرّيّة، بالطريقة التي أشاء، عمّا أشاء، وإن كُنت مجبرة على ذلك، فهناك الكثير من القصص تتنظر أن أرويها. هكذا أرى العالم، وهكذا أريده أن يراني. إنّي لمنذهلة من الإعجاب الذي ألقاه عند نشري تدوينة بين أصدقائي من المدرسة أو الجامعة. لكن حبّذا لو يشاركني القرّاء بنقد ما لم يعجبهم كي أعرف نقاط الضعف التي عليّ تحسينها، من ناحية المبنى أو المعنى.
هناك لذّة فريدة في قراءة المواضيع الجديدة تطرحها زميلاتي كلّ أسبوع. أعجتُ بأسلوب بعضهنّ وتسحرني مهاراتهنّ في التصوير بالكلمات. تلفتني جرأتهنّ على التحرّر من الذكوريّة وإطلاق العنان لأفكارهنّ المتمرّدة بالتدوين. لم أكن أعلم أنّ لكلّ منّا حكاية. أرى التدوين وسيلة مثلى لاكتشاف الذات ولاستكشاف العالم.

الكتابة أهمّ مهارة على الصحافيّ إتقانها، لأنّه يتّصل بالعالم بالكلمات، مكتوبة أو مرئيّة أو مسموعة. وبما أنّ التدوين كتابيّ، فهو يصقل هذه المهارة، وهنا نقطة التلاقي. لكنّ التداعي الحرّ المتاح في التدوين يغيب في عمل الصحافة، وهنا يتوقّف التكامل بين الأمرين، بسبب التقيّد بالموضوع والأسلوب.

لست مدوِّنة وربّما لن أمارس الصحافة يومًا، لكنّي سأبقى من أنصار الهمزة والشدّة، ولو أزعج ذلك مَن حولي.

رنا داود 

No comments:

Post a Comment