لا داعي لخماري… لست بسياسيّة
أزيل الحذاء، ألبس الحذاء، الجوارب، القفازات… أزيل الخمار، أضع الخمار، الحذاء، الجورب. أذهب للمقهى، أو لا أذهب للمقهى! أطلب الشيشة، أو لا أطلب الشيشة؟ من أنا؟ إسلاميّة، إخوانيّة، ليبيراليّة، علمانيّة، وتمتد قائمة الأسامي والمسميات …..
لنكثف من التعقيد، بتفاصيل مزخرفة أحذف منها ما يسيء لمن هم دون ال١١ اسرد لكم حكاية يومِ في مقهى. مقهىً بين شوارعِ القاهرة، لا يكسوه عراء اختلاط، ولا يمازحه صخبُ أغانٍ، ولا يلوثه دخان السجائر، ولا تمسه لذّة
نفحةِ الشّيشة…
لا للأسئلة.. لا للنظرات.. فقط أزيل الخمار، القفازات، واللقب كذلك
لنكثف من التعقيد، بتفاصيل مزخرفة أحذف منها ما يسيء لمن هم دون ال١١ اسرد لكم حكاية يومِ في مقهى. مقهىً بين شوارعِ القاهرة، لا يكسوه عراء اختلاط، ولا يمازحه صخبُ أغانٍ، ولا يلوثه دخان السجائر، ولا تمسه لذّة
نفحةِ الشّيشة…
لا للأسئلة.. لا للنظرات.. فقط أزيل الخمار، القفازات، واللقب كذلك
"ازيِّك يا سُعاد؟ مَج الأهوة بتاع كل يوم"
٧ دقائق انتظار كالعادة.. و يأتي كأس القهوة. فقط أنا والكابوتشينو ماكياتو المرّ مع توتي البريّ الأسود الأمرّ على نوتات التغريدات ونسمات ريح النيل الشماليّة التي تغزوها أحاديث النساء "المتفيجة" للحديث عن مرزوقة وريّا وسكينة! مشهدٌ لا
يشوبه دشداشةٌ أو عمامةٌ أو كرافاتّة
يشوبه دشداشةٌ أو عمامةٌ أو كرافاتّة
ها أنا مع الرشفة الثانية من القهوة ولا زلت أبحث عن سراب السّكرِ في صحرائها. مللت البحث. كيسُ سكّر آخر، استمع لدقات الحبات على طبل حافة الكأس وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة قبل الغرق. أودعها كالحمقاء وأغوص في عمق واحة صحراء قهوتي مجددا. الأصوات أكثر جهورية والصمت كذلك
يسقط القلم ليقطع شريط انتشائي باللامنطقية ….. وبتثاقلٍ شديد أشد جسدي مقاربة على أن أخرج عن الحدود الحمراء لمقعدي، آملة إلى أن أصل لعشيقي الذي لا ألومه على انتحاره ذاك ….
أعود لاشبع عيناي لوهلة أخرى بمشهد هذا المقهى الفريد الذي يمنع من دخول الرجال إليه. فلهم حجرتهم المخصصة وللنساء حجرة أخرى، وللعائلات حجرة منفصلة كذلك. فكل فئة تستمتع بسمفونية خاصة بها
أنظر لسعاد وأجدها تنظر إلي بشوق، أو لربما بشوقٍ للإكراميّة
ثم انظر للجهة المقابلة الى جماعة النساء المحششات على الزاوية اليسرى للنمنمة
وفيندي وبرادا على الطاولة المركزية البرجوازيّة
أما أنا وقهوتي فنحن على حافة الانعزال اليسرى ملتصقتين بحائط باب المقهى
طاولة واحدة خالية من محبّيها، فالمقالات الثائرة على سياسة المشهد "الإسلامي الموالي للإخوان" لم تثر الرهبة
كل ما ينقص هذا المشهد مغازلات الجنس الثائر، الشيشة، السجائر، شعبان عبد الرحيم، وضباب الضوضاء
اضع حفنة التفكير التخلفيّ على هوامش مرآي وأطلُّ بنظري على مشهد الغزل الأوحد الجائب في المقهى
هو قرص الشمس الذي لا يقصّر البتة في مغازلاته وملاحقاته اليوميّة لوجنات صفحات النّيل.. دون أن يحرّم ذلك الاختلاط …
.يعلن المؤذن لحظة لقاء البعيدين، تبقى عائلة البورجوازيات في مهبّ ريح المكيّف ، وأهب أنا وجماعة مرزوقة وريّا وسكينة الى مصلّى النساء التابع للمقهى
اتجه مجددا لزاويتي المتوحدة، ألقي تحية وداعٍ على الجميع
وتحيةً خاصة على د-كابوتشينو وعلى كأس القهوة وأكياس السكر ومناديلي المكرمشة والصوفات الأمريكيّة والأضواء ذات الطلة الذهبيّية ذات الأشكال المربعة والدائرية وصور الحائط التي لا معنى لها ولا سبل تخطوها بل وفقط مناظر إضافيّة والطاولات ذات اللون البيج الفاتح الخشبية
و بعللٍ نفسيّة أبوح عنها بحرج، أعدهم جميعا بلقاءٍ للغد، أنصحهم بأن لا يستمعوا لخزعبلات الصحف، وأن يصمدوا في ظلّ الأكاذيب الملفقيّة
نعم هذا المقهى يفضله الإخوان ذوي اللحايا
ولكن كل ما أردته هو الانطوائية ولم أتقصد قط الانضمام لأي حزبيّة
نقطة على السطر
البس الخمار، القفازات، و لا ننسى اللقب...أدفع الفاتورة في جيب دفتر موديرن التصميم....وأترك أنا المكان عائدة لحجر مأواي المعهود
لا لخمار لا لغطاء لا لتلوّث، هذا ما أردت.. هههه عفوا!! يبقى تلوّث المسميات. فأنا ألقب بالإخوانيّة
سئمت ألقابكم.. أنا لست بسياسيّة
هذه الشخصية من حِبْك مخيِّلتي، أما كل التفاصيل المذكورة بشأن المقهى فحقيقية


أنتِ جميلة.
ReplyDelete