Tuesday, February 4, 2014

خروف.. في مجتمع لا يحترم إلا الذئاب!


في خضم  اخبار ارتفاع نسب الطلاق المفزعة، وتصاعد تيرمومتر الخذلان العاطفي، وتفاقم حالات العنف الأسري، من قبل الرجال على النساء او النساء على الرجال، وفي زحمة انطباعاتنا السلبية وتوقعاتنا المنخفضة المخذولة المتعبة عن الحب -تلك الحالة الشعورية الجميلة وكل ما يرافقها من معاني انسانية نبيلة مثل الاخلاص والالتزام والوفاء وغيرها -.. نشرت إحدى صدقاتي المقربات على حسابها في الانستغرام، صورة تثلج الصدر وتسر البصر وترفع معها نسبة التفاؤل والسعادة في الدم التقطتها في احدى الساحات الخارجية للحرم المكي الشريف، لرجل مصري مسن يحاور لزوجته وهو يضع يديه بحنان حول كتفها قائلا: أشيلك على اكتافي يا أم الحلوات؟ فباردته ببتسامة رضا قائلة ً: ربنا يشيل عنك هموم  الدنيا.
 جملة بسيطة ورد ابسط واكثر عفوية يلخص حكاية حب وحالة ود ودفء ومحبة جمعت هذين الزوجين وجعلت عنوان قصتهم :الحب لا ياشيخ  يا سادة!
كما وقرأت يوما عن قصة كهل يطعم زوجته المسنة متمتما في اسى : لم تعد قادرة على الحياة، الزهايمر فتك بها، فهمس احدهم بخبث قائلا ً: الا تمل؟ هي لم تعد قادرة على تذكرك والتعرف على ملامحك.. فلتفت في رضا مبتسما ًوقال: هي لا تعرفني، ولكني أعرفها وهذا يكفي !
كما وانتشرت في موقع التواصل الاجتماعي توتير صورة حظيت بنسبة عالية من "الريتويت" او اعادة التغريد لصورة زوج يجوب البلاد مع زوجته المصابة بالسرطان، بتنورة وردية مضحكة محاولة ان يزرع ابتسامة فرح وسعادة تنسيها فجيعة المرض وآلامه المبرحة.. يؤمن بوب -الزوج المحب- ان الضحك هو افضل دواء لتجاوز  هذاالمرض الخبيث والمراوغ، لذا آثر ان يتجاهل الجميع ويرتدي تلك التنورة الطريفة ويلتقط الصور اثناء ارتداءها في مواقع مختلفة ويرسلها لزوجته لتضحك طويلا اثناء مشاهدتها وهي تتلقى جرعات العلاج الكيمائي.
يااه كم يلزمنا من الحب والتضحية والثراء الانساني والعاطفي حتى نتقبل هكذا فكرة، وننظر لها بعين الاحترام والهيبة.. دون ان نطلق احكامنا الظالمة جزافا ً.. لو كان بوب سعوديا لأصبح خروفا ً او ربما "خبل" لا اكثر .. فما ابشع تلك الثقافة الجافة الصحراوية التي بدت تتسع من حاولنا، بسبب تلك المفاهيم المجتمعية البائدة التي تعلم الرجل ان الرجولة هي ان يكون جافا حادا صلبا، لا تدمع له عين، ولا يخفق له قلب، وإلا لتحول لخروف في مجتمع لا يحترم إلا الذئاب .. ما بات يهدد قيم حقيقة لدى الشباب كالحب والصدق والوفاء والنزاهة.. وجعل الشاب الخليجي يتردد الف مرة قبل ان يعلن حبه ويكشف عن مشاعره لزوجته بثقة وفخر، ويؤثر  ان "يقطرها تقطير" دون ان يعلم انه سجين مسكين للخوف واسير يأكله القلق من العيب..
استعيذوا بالله من فقر المشاعر وتصحر الاحاسيس.. فأجمل ما في الحياة هو شراكة طويلة لا تنقضي، وقصة حب لا تشيخ، وقلوب تعانق قلبك المنهك، وأب يصرح امام ابنائه بكل فخر واعتزاز ان حب والدتهم "مرض بنكة العافية" لا يريد ان يشفى منه يوما ً .. وام تنادي زوجها ورفيق دربها امام الجميع "بحبيبي" .. فالحب هو ما نحتاجه لمحاربة اليأس والخوف والجفاف الروحي الذي بات يسيطر على عالمنا ويجردنا من إنسانيتنا يوما بعد يوم.. فهل نتتعظ؟

بقلم : لبنى الخميس 

2 comments:

  1. موضوع جميل جداً، وطرح جريء
    هناك بعض الأخطاء الاملائية خاصة في الهمزات
    وهناك جملة يبدو أنه ينقصها كلام ، وهي التي تنتهي بـ : يا شيخ يا سادة

    حبذا لو تضعي مسافة بين الفقرة والفقرة
    ولو تدققي في الهمزات

    ثم سأنشر لك الموضوع عندي على مواقع التواصل الاجتماعي

    أحسنت

    ReplyDelete
  2. أيضاً لو سمحت ضعي العنوان في مكان العنوان المخصص

    شكراً

    ReplyDelete