رسالة إلى من كان
إلى حطام الزمان
إلى من لم يعد يهمه أمري بعد الآن..
لن أبدأ رسالتي كالمعتاد..
و لن يكون محتواها كالمعتاد..
فالمعتاد أن يهجر الرجل من يحب و تجلس الفتاة تبكي ركام حبها
لكن هذه الرسالة من فتاة أحبها رجل فغادرت..
أرجوك لا تلمها !
استمع لقصتها وافهمها..
أحببتها لكنك لم تكن بجانبها
ليس حضورا روحيا بل جسديا..
أحببتها و لم تعرف ما هي رائحتك
ولا ملامح وجهك عن قرب
لم تتحسس ملمس يداك
ولم تعرف فرق الطول بينكما..
عاشت على آمال
بنت أححلام
و رسمت لك صورة في خيالها ..
حتى زرتها في منامها..
رجل أسمر شرقي كما عرفتك..
قصت عليك منامها لحظة استيقاظها
لكنها احتفظت بباقي التفاصيل لنفسها..
لم تشاركَ ذكراياتها يوما..
نعم، فهي إن أحبت لا تمانع العطاء
قصة باتت شبه مستحيلة، حتى انطفأت شمعة أملها في ليلة شتاء
حتى نوت الرحيل،
لم تقل وداعا.. بل فضًلت الانسحاب
وضعت في يدها خاتم من أضاء لها السماء
أحبًته رغم الاختلافات بينها و بينه و بينكما
ملامحهه غربية، و أنت شرقي
و هي شرقية..
احتواها بأمان و حنان
واحتويتها بجنون الكرامة و العصيان
لا تلمها عندما أحبًته!
فبينكما جبال و بلاد و ساعات
بينكما المستحيل و المرفوض
بينكما حواجز شاهقة..
فأنت على ضفة، و هي على أخرى..
طرق باب بيتها نور
فاستقبلته دون تردد أو نفور
فلطالما بحثت عن بصيص أمل ولو مكسور
يلملم كسرها الغير مجبور
لا تلمها..
سواء همك الأمر أم لم يعد يعنيك
فأنت لم تكن تحت نافذتها ليلا عندما احتاجت من يضمها
ولم تمسك بيدها لتكمل معها
دربها..
لا تلمها..
اعتبرها نسمة عبرت جبال فلسطين و مكثت لديك عندما اشتدً الحنين..
عبير العارضة
(Y)(Y)
ReplyDelete