حكاية الكتابة.. بين الصحيفة والمدونة !
لربما اختار نجم سعدي ان أولد ومن حولي وعلى مرمى النظر أحرف ومفردات، ويتبرعم الوعي على الجدران التي ترصف فيها الكتب من الأرض حتى السقف، والمستودع الخلفي الذي يعبق برائحة الصحف القديمة، ونكهة الأمسيات التي كان يقضيها جدي مع والدي وهما منهكمان في مناقشة كتاب أو مداعبة قصيدة، أن أنشأ في كنف جدي الأديب والصحافي العتيد الشيخ عبدلله بن خميس مؤسس صحيفة الجزيرة..
من كل ذلك تشربت أصابعي وعي القداسة للفعل (كتب)، لم أعرف حينها أن تلك الفضاءات ستفضي بي لاحقا ً الى ضفاف نهر الكلمة وتجعلني أتورط مبكراً في لعبة الكلمات المراوغة التي لا تكشف عن أسرارها وقوانينها بسهولة.
خربشات وخواطر كانت هي جلّ محاولاتي، حتى بدأت أغوص في عالم الكتب وأدمن فعل القراءة، وأبحر في فكر علي الوردي وتركي الحمد، وشعر القصيبي وقاسم حداد، وشخوص روايات السباعي وعلاء الاسواني، ودسامة مقالات جهاد الخازن وعبدالرحمن الراشد.. وأحسب بأن ذلك رفع من ذائقتي الأدبية، وأثرى خزينتي اللغوية، ما دفعني بأن احلم بكتابة مقال وأحظى بشرف نشره في صحيفة، حيث لم يفارقني حلم أن ترى كلماتي التي توسدت دفاتري طويلا ً النور.. وفعلا ً نشرت مقالي الأول في صحيفة الجزيرة، ورافقتني لذة النشر ونشوة مخاطبة الجمهور لسنوات.. ما دفعني لأن اتقدم بطلب لرئيس تحرير الصحيفة ذاتها بكتابة زاوية اسبوعية سميتها (ربيع الكلمة) ووسط ترقب وذهول قُبل طلبي، على الرغم بأني لم اتجاوز الثامنة عشر من العمر حينها، فكان مقالي الأول بعد خطاب الموافقة بمثابة رسالة شكر وامتنان لكل من دعمني وآمن بي وعلى رأسهم أبـي عصام الخميس -رحمه الله- ومن ثم رئيس تحرير الجزيرة الذي منحني تلك الفرصة الغالية وراهن على قلمي.. وأفتخر اليوم بأني أحرر تلك الزاوية الاسبوعية منذ خمس سنوات، معترفة بانتصاراتها وخيباتها، بإخفاقاتها وتجلّياتها..
أردت أن أشارككم هذه التجربة المتواضعة لأقارب بين تجربة العمود الصحفي وفكرة التدوين الحر مع اختلاف المنصة والجمهور والمواضيع المطروحة.. ففي مدونتنا نتمتع بسقف شاهق من الحرية ونطرح مواضيع ذات نفس أدبي حينا ً وشخصي أحيانا ً أخرى ما يجعل (كلمتي.. هويتي) تحمل في طياتها روح كل واحدة منا، وتتميز بفرحة المشاركة ولذة التصويب الأستاذي..
على الرغم من أني نشرت بعضا ً من مقالاتي القديمة في المدونة، إلا أن إعادة نشرها أشعرني بأني احييت شيئا في
نفسي من جديد.. ففي مدوتنا فرحة تشبه طهر البدايات، ونشوة اللقاء الأول، متوجة بشرف النقد البناء من الاستاذة والصحفية اللامعة ديمة الخطيب
لبنى الخميس *

جميل جداً يا لبنى ، نشرته على حسابي على تويتر
ReplyDeleteللتو انتبهت لآخر سطر .. أنا محرجة !
ReplyDelete