Wednesday, February 26, 2014

عشق اقتراف الكلمات

عشق اقتراف الكلمات


نزوة ظرفية وعابرة! ... هكذا ظننت عندما اصطدمت بالكتابة أول مرة.
بطريقة ما كنت أزداد تورطا في كل لقاء، 
حتى أضحى للقلم هيبة لدي و للورق استفزازية لا تقاوم وبعد كل التحام شهقة مزلزلة، عندها أدركت أن جنون الكتابة ماض في التفشي دون أمل في الردع، و ما كان إلا أن استسلمت للأمر بخضوع فادح. فجاة أصبحت أتسحب من فراشي خلسة عدة مرات في الليل الواحد فقط لأسكت نداءات أفكار لحوحة و أعتذر عن الإنخراط في ثرثرات صديقاتي المكدسة فقط لأختلي بدفتري المزدحم. فجأة أصبحت الكتابة وسادتي و مرآتي و طائرتي الورقية. أصبحت حاجة و متنفسا و راحة بعد كل امتلاء. أصبحت الوقت الذي تزيد فيه الضجة و يقل السمع و المكان الذي لا أتحاش  فيه الكلام الكثير مخافة التفوه بالحماقات. و كأي عشق، أطبق الفتور على علافتي بها و كاد أن يمزقها بعد عدة انقطاعات غير مبررة. أذكر بأنه في عز انشغالاتي كثيرا ما كانت تزورني إلهاماتها، فأدير لها ظهري تارة و أمنيها بزيارة قريبة تارة أخرى دون أن أدري كم من الدهور ستمضي قبل أن أفي بوعدي، و في الوقت الذي أتوقعه الأقل يصفعني جوعي إليها فأركض لأصالحها فأجدها متمنعة، متدللة. أتودد إليها أكثر فترمي لي بظفائرها من على برجها العاجي و تدعوني في وداعة قطة إلى الصعود.
لطالما كانت هذه علاقة حب ينقصها الإلتزام. اليوم أستطيع أن أقول بأن تجربة المدونة أجبرتني على أن أكف عن الهروب و أن أوثق ما كان مشروع ارتباط، أن أعلنه و أن أجعله أكثر جدية أو أكثر شرعية.
سعيدة لأن هذه التجربة جعلتني أكتشف بأن شوقي للكتابة لم ينطفئ و بأن ارتباك اللقاء لا يزال مزلزلا. سعيدة لأنها أعادت إلي شهوة الإنصهار في نص ما بعد أن أثكل الفراق صفحاتي لوهلة من الزمن.
أميرة زهرة إيمولودان

1 comment: