Tuesday, April 29, 2014

متعدد الوسائط - معاناة السوريين في دولة الإمارات

إن سألتَهم من أنتم؟ أجابوا: "نحنُ مأساةُ القرنِ الواحد والعشرين"، ما ذنبكُم؟ "ذنبنا أننّا سوريون، كنّا طلّاب حريّة، أصبحنا طلاّب لجوء". ولكن لم يكن يخطرْ في بالِ السوريين قبل ثلاثٍ سنوات من اليوم أن يُهاجروا من بلدهِم ليستقرَّ بهم المطاف في دولٍ لا يربطهم بها أيّة صلةٍ سوى أنها كانت الملاذ الذي لجؤوا إليه هرباً من شبح الحرب والتشرّد والعذاب. ما كادت معاناتهم من الحربِ أن تنتهي، حتى بدأت من جديد في غربتهم القاسية التي زادت همهّم همّاً. فبات تأمينُ حياة حرة وبسيطة ولقمة عيش هو الهم الذي يلازمهم دوماً والحُلم الذي يروادهم كل ليلةٍ، ليستيقظوا ويجدوا أنفسهم في كابوس لا يعلمون متى سيكون الشروق من بعده.

 مئات وآلاف اللاجئين السوريين، نصفُهم أطفالٌ حُرموا من حقهم في التعلّم وأصبحت مقاعَد الدراسةِ المصنوعةِ من الخشب، والسبّورة الخضراء وصوت جرس المدرسة هي صور يرونها على التلفاز وذكريات يُعاد شريطها في مخيلتهم.
"أريد أن أصبح مهندساً"، "أريد أن أصبح طبيباً"، "أريد أن أتعلم اللغة الإنكليزية"، هل للغة الحرب والدمار أن تفهم هذه العبارات من شفاه الأطفال؟ عمار هو طفلٌ سوري، في الرابعَ عشرةَ من العمر، تهجّر من بلده سورية وجاء مع أسرتِه ٌ إلى دولة الإمارات. عمّار يملك حلماً وحيداً،  أن يصبح مهندساً، وهو يعيش أملاَ كبيراَ بأن يأتي يوماَ ويرتاد فيه المدرسة كغيره من الأطفال، وقال في ذلك:



١٤٠ مليون درهم، هي قيمةُ مساعداتِ الهلال الأحمر الإماراتي للسورييّن في دولة الإمارات. وهي مساعداتٌ لم تقتصر فقط على الإيواءِ  والصحةِ والغذاء، بل تعدّت ذلك إلى تأمين فرص عمل، توفير مراكز متخصّصة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصّة، والتكفل في دفع الأقساط الماديّة، والتواصل مع المؤسسات التربوية لتأمين مقاعد للتلاميذ السوريين، آخذين بعين الاعتبار سوء أوضاع بلدهم. أشار يحيى عبدالله المعيني، رئيس قسم المساعدات المحلية في الهلال الأحمر  إلى أن الهلال يسعى لتقديم مساعدات في كافة المجالات، كما أنهم يحاولون استقبال أكبر عدد من الأسر السورية ممّن حالتهم المادية دون الصفر أو الأسر التي فقدت مُعيلَها.


 بالإضافة لمساعدات الهلال الأحمر الإماراتي ظهرتْ مبادراتٌ  فرديةٌ من أشخاصٍ سوريين مقيمين في الإمارات ضمت ملابس وأغذية وأغطية لتفتح باباً جديداً للمساعدات أمام اللاجئين، وتؤمّن لهم مصدرَ دخل جديدٍ خارج النطاق المؤسساتي. رانيا أحمد هي إحدى المتبرعات التي قامت بهذه المبادرة وقالت أن المساعدات في البداية اقتصرت على عديد قليلٍ جداً من الأسر، ولكن بعد أن  
انتهت من توزيع الدفعة ِالأولى انتشرت المبادرةُ في أرجاء الدولة واستقبلوا ما يزيد عن مئة عائلة سورية.




"الأوقات العصيبة ستأتي، لكنها لم تأتِ لتبقى، بل لتعبُر أنت" هاهو وضع السوريون الذين يعيشون أيامهم يترقبون فرجاً ما، ربما يكون العودة إلى حضن الوطن قريباً، أو انتقال لحياة جديدة والتأقلم معها، أو استمرار رحلة الغربة والشقّاء لمدةٍ مجهولةٍ لا يعلم بها غير الله وحده.

حلا طحان.

No comments:

Post a Comment