Tuesday, April 29, 2014


أنّا تتخطى إعاقتها بشبه أعجوبة



تنصت إلى الجميع بهدوء. تبتسم تارةً وتسبح في أحلامٍ تارةً أخرى. تنظر إلى الجميع بتأني. تحاول فهم تفاصيل ما حولها. يدور في ذهنها العديد من الأسئلة عن سبب لفتها لجميع الأنظار. فتصادف المارة، البعض ينظر إليها ويبتسم، البعض يشعر بالشفقة فيقترب ويحدّثها، أما البعض الآخر فيكمل مساره متجاهلاً وجودها. تمكث في مكانها لساعات طويلة لتشعر بالملل. فتضع يديها بثبات على جانبيّ الكرسي مستعدةً للوقوف . فها بساقيها يخذلانها مرةً أخرى. فتقع على كرسيها وتكمل طريقها في الحديقة على دواليبٍ متحركة . هكذا يمر يوم من أيام عمر أنا في دبي. بنت مقعدةٌ في التاسعة من عمرها.





عانى أهل أنّا منذ ولادتها من مشاكل عدة مع الأطباء . فبعد تشخيص لحالتها ،وجدوا انها لن تمشي ولن تنطق في حياتها. ِ
يقول نازارات هالاجيون، والد أنا : " مثل كل الأهل الذين ينتظرون مولوداً جديد. كنا ننتظر أنّا بفارغ الصبر. صعقنا بتشخيص الأطباء . عندما بلغت أنّا السنة ، كانت تمسك بحافة الأشياء وتحاول المشي بشكل عادي جداً. لم ألاحظ أي مشكلة انذاك." 

خلال مقابلته وضّح حالة أنّا أكثر : 





لكن أنّا تحدّت تشاخيص الأطباء، فعندما بلغت السادسة نطقت أولى كلماتها بشبه أعجوبة. ولحد الآن تصرّ على المشي رغم وجعها وعدم تشجيع من حولها من أخصائيين و أقارب. قوة إرادة أنّا وحثّها على المتابعة وتخطي عجزها تصوّر حالة العديد من أولاد حكم عليهم القدر بمرافقة إعاقة مدى الحياة.


هبة بو ضاهر


No comments:

Post a Comment