إنها
السلطة الرابعة التي أخذت على عاتقها أن تضع حداً لفساد السلطة السياسية. فخيبت ظن
من استهان بها وأثبتت قدرتها على إظهار ما وراء الستار. إنها الصحافة التي برزت في
فضيحة من أبرز الفضائح السياسية في القرن العشرين، فضيحة "ووترجيت" . فهذه
الفضيحة هزت أركان البيت الأبيض بخبر استقالة الرئيس ريشارد نيكسون الذي
سقط تحت تأثير مطاردة صحفيين من صحيفة "الواشنطن بوست" بعد أن عثرا
على حقيقة تنصته على خصمه في السابع عشر من حزيران (يونيو) سنة 1972. فنجح الصحفيان كارل برنشتاين وبوب
ودوارد أن يحققا سبقاً إستطاع أن يسقط رئيس دولة ولأول مرة في تاريخ الصحافة. ة
لم
تكتف الصحافة في نزع القناع عن الرئيس الثالث والسبعين لأمريكا، بل وفضحت بعضاً من
خفايا الفساد المكدسة في أروقة صروح السلطة. هذا ما اكتشفه الصحفيان عندما
إستخداما أسلوب التسلل بعد اخفاقهما في محاولاتهم الأولى لكشف الحقيقة. فبذلك
أدركا بأن الفساد ظاهرة منتشرة في تحركات ونشاطات البيت الأبيض.
وبطلب من
الصحيفة إلى الكونجرس، تم التحقيق بهذه القضايا سرا ومن ثم علناً على شاشات
التلفزة. هنا ، بدأت الصحيفة
في تحقيق اهدافها . فاستطاعت (الوشنطن بوست) أن تثبت اتهامات ضد بعض
رجال نيكسون تدفعه إلى الإستقالة. وبعد أن إنفضح أمرهم، تكلم أحد
الرجال من وراء القضبان قائلا: " لقد اشتروا سكوتنا بالمال". كما وصرح الكسندر
باترفيلد، مساعد الرئيس نكسون للامن الداخلي، أمام لجنة مجلس الشيوخ: " الشيء
الذي لا يريد أن يعلنه نيكسون هو أنه كان يتنصت على نفسه ولا يعرف ذلك سوى ثلاثة
من مساعدي الرئيس، وبعض رجال الأمن الذين يتولون صيانة أجهزة التسجيل، داخل البيت
الأبيض، وبالذات في الحجرة البيضاوية، أي حجرة مكتب الرئيس الأمريكي."
No comments:
Post a Comment