Monday, April 28, 2014

متعدد الوسائط - الكتاب الورقي في حضرة وجود الكتاب الإلكتروني


"وخير جليس في الزمان كتاب"

في عصر التكنولوجيا والعولمة يقف الكتاب الورقي حائراً متسائلاً إن كانت نهايته الموت ككثير من الاختراعات التي انغمست قيمتها ووضعت على رفوف ذكر فيها تاريخ اختراعها وتاريخ وفاتها.
ولكن، تأتي الأجابة من بعيد بصدى يردد أنه لايزال الكتاب الورقي صامداً أمام كل التحديات، حالياً على الأقل. لايزال الكثير من القراء يحب تصفح الكتاب وسماع صوت حفيفه ليشعر أنه حقا يقرأ كتاباً، مع أن ألوان الحروف وزخرفتها هي نفسها على شاشات الكمبيوتر.
كما الغريب في الموضوع أن الكتاب الورقي تأثر إيجابياً وسلبياً بالإنترنت على عكس الاختراعات الأخرى التي تأثرت سلبياً فقط.

ولكن السؤال الحقيقي هو، إلى متى سيصمد هذا الكتاب الورقي، هل عمره أبدي؟ وهل لأممٍ أن تنسى أول خطى لها نحو النور؟

عند مقابلة الدكتور الكاتب كمال، عرف الكتب الألكترونية على أنها كتب تحمل نفس المعلومات التي تحتويها الكتب الورقية ولكن بنسخة غير ملموسة تتطلب جهاز إلكترونياً  للتمكن من قراءة الكتاب.

  وذكر أسباب انتشار الكتب الإلكترونية فمنها الاقتصادي،أي أن الكتب الإلكترونية رخيصة مقارنة بالكتب الورقية وهذا العامل رفع من أهمية الكتب الإلكترونية وزاد من مشجعيها. وأضاف الدكتور أن ثورة الإنترنت عززت من وجود الكتب الإلكترونية، إذ أصبح العالم كله يتواصل عن طريق الإنترنت ووسائل الإتصال الاجتماعي.

ذكر الدكتور كمال أن حب الكتاب الورقي لا يزال موجوداً لديه، إذ أنه يفضل استنشاق   رائحة الورق والحروف المطبوعة على أن يتصفح الكتاب إلكترونياً، كما هو الحال لدى البعض.


قام الدكتور كمال بعرض كتبه التي نشرها ورقياً وإلكترونياً وذكر بعض الأسباب التي دفعته لنشر بعض الكتب إلكترونياً.






أما عند مقابلتي الصوتية مع مدير منشورات ضفاف ببيروت الناشز بشار شبارو،
أشار الناشر إلى سلبيات وإيجابيات الكتاب الإلكتروني وتأثير الإنترنت على الكتاب الورقي، ورفض التحيز لأي من الكتاب الورقي  أو الإلكتروني
وأكد الناشر أن الكتاب الورقي لن يموت أبداً مهما تطور العالم التكنولوجي، على عكس ما قاله الدكتور كمال الذي ذكر بالتحديد مشيراً إلى الكتاب الورقي "في يوم من الأيام مش حنلاقي الكتاب ده"، ولكنه أكد أن لا يزال الوقت مبكراً على وفاته.



يصعب علينا التنبؤ بما يخفيه المستقبل لنا، قد يكون مصير الكتاب الورقي الموت وقد لا يكون، وقد يفشل تواجد الكتاب الإلكتروني في حضرة الكتاب الورقي، وقد لا يفشل. التأكيد في مثل هذه المواضيع شبه مستحيل.

ولا يزال السؤال قائما "وهل لأمم أن تنسى أول خطى لها نحو النور"؟



يسرا عمر

No comments:

Post a Comment