بداية الفصل:
كنت متشوقة لحصة الصحافة عندما بدأ الفصل
الدراسي، فهي المادة الوحيدة التي تخص تخصصي لهذا الفصل، وعندما علمت أن معلمتنا
ستكون ديمة، لم أعرف من هي وطريقة تدريسها ولا مهنتها كصحفية، ولكن عندما سمعت اسم
ديمة الخطيب، رددت بداخلي "اممم هذا الاسم ليس غريب علي". فسألت
الطالبات اللاتي سيتخرجن هذا الفصل عن المعلمة فذكرت لي إحداهن: "دييييمة
ستدرسك؟ إنها صحفية من قناة الجزيرة، استعدي فسوف ترهقك بالأعمال ولكن ثقي بأنك
ستتعلمين الكثير منها"، وبدأ الفصل بهدوء.
لم تكن بداية الفصل لذلك الصف مرهقة، بالعكس
أعطيت أقل مجهود عندي لصف الصحافة. كانت حصصنا تدور حول طاولة كبيرة لطالما
تخيلتها كطاولة المؤتمرات، كننا نتناقش ونضحك ونقترح ونخطأ، فنتعلم. وبعدها ظهرت
بعض الصعوبات بعد بضع أسابيع عندما ظهرت الحصالة السحرية التي تلتهم آثامنا ضد
لغتنا العربية. كانت غيرة معلمتي ديمة على اللغة العربية تذكرني بنفسي قبل دخول
الجامعة، حيث كنت أكره دمج العربية بالإنكليزية، ولكن تغيرت تلك الغيرة والتهمتها
حصص اللغة الإنكليزية المرهقة في الجامعة، فدفنت تلك الغيرة وأصبحت أتحدث كما
يتحدث طلاب "الجامعة الأمريكية". كنت متفاجأة جداً عندما بدأت المعلمة
ديمة بالتحدث باللغة العربية الفصحى، انبهرت جداً! لم أكن أتوقع أن يوماً ما سيقوم
أحد أساتذة "الجامعة الأمريكية" بالتحدث باللغة العربية الفصحى! وكأني
أول مرة أسمع فيها تلك اللغة الجميلة. ومرت الأيام وتعودنا على الموضوع وحاولنا
كثيراً التحدث بالفصحى ولكن دمجنا معها بعض العامية، كنت أتمنى لو إلتهمت تلك
الحصالة لغتنا العامية أيضاً.
المدونة:
كنت أعتبر المدونة واجب منزلي كبقية
الواجبات، افتحها قبل موعد التسليم ببضع ساعات وأكتب عن أي موضوع يخطر في مخيلتي،
لن أكذب، تراجعت كثيرا عن الكتابة عن مواضيع بداعي الخجل، فما سأكتبه قد يقرأ في
الحصة بصوت عالي، ومازلت ولازلت أشعر بالخجل عند الكتابة في المدونة، فثلاثة أشهر
ليست جديرة بقتل ذلك الخجل.
تفاجأت بمقدرة الكثير من زميلاتي بكتابة
الخواطر، استمتعت بقرائتها. أكتب الخواطر أنا أيضاً ولكن كما ذكرت خجلي يمنعني من
نشرها في المدونة،حتى أني لا أنسى عندما قالت لي معلمتي ديمة "أنت
كتومة"، فأكتفيت بسرد معلومات عقيمة وأحداث جامعية.
ندم:
وعندما وجب علينا اختيار موضوع لتحدث عنه
خلال الفصل، اخترت موضوع الكتب الورقية والكتب الإلكترونية مقارنة بالصحف الورقية
والصحف الإلكترونية. ندمت لاختياري هذا الموضوع حيث أنه لا يمدني شخصياً بصلة ولست
متعلقة به، باختصار، لم يكن يهمني. جهلت أن اختيار الموضوع سيتحتم علي لآخر الفصل،
وأن علي عرضه على كل المنصات. لم أعلم قوة تعقيد الموضوع، إذ التعميم عدو الصحفي،
وكنت أعمم معلوماتي التي أعرفها عن الموضوع على العالم العربي والعالم أجمع!
موضوعي يحتاج لدراسته من كل النواحي، موضوعي كان مرهقاً ومملاً، لكني حاولت أن
أعرضه بشكل حيادي ولكنه افتقر للروح كما ذكرت لي المعلمة ديمة. ولكن في آخر الفصل
تعلمت من خلال موضوعي طريقة المقابلة والتصوير والمونتاج.
ضغط:
بعدما كنت متساهلة مع هذا الصف، ازداد
التوتر، وضغطنا كلنا بعد إجازة فصل الربيع. لم نكن نعرف طريقة الإمساك بالكاميرا
ولا طريقة المنتجة ولا حتى حجز مقابلات لمواضيعنا! امتحان لصف ما وبحث لصف آخر
جعلنا نكره تخصصنا، أجل الكثير مقابلاته بداعي عدم مقدرة الأشخاص الذين وعدونا
بالمقابلة بتخصيص وقت لنا. لن أنسى (عند تحضير المنصة الإذاعية) عندما جلست أمام
مكتب الأستاذ كمال لثلاث ساعات على أمل أن يأتي على الموعد الذي انتهى من ثلاث
ساعات، وبعدها لم يظهر ولا حتى أرسل لي رسالة اعتذار، ولكني تمالكت نفسي وترجيته
لمساعدتي بالقيام بالمقابلة للمنصة التلفزيونية، وتمت المقابلة بعد عدة تأجيلات.
وبعد انتهاء التصوير، كنا نجلس أمام الحاسوب للقيام بالمنتجة لساعات طويلة،
وأهملنا بقية الصفوف، واستعنا بأستذانا العظيم مروان الذي لولاه لانهارت
الحواسيب،حيث الكثير منا لا يعرف كيفية التعامل مع حواسيب شركة التفاحة المقضومة!
نهاية الفصل:
وها نحن في الأسبوع الأخير لهذا الفصل
الطويل، تعلمنا الكثير وقرأنا الكثير كما "تبهدلنا" كثيراً. فائدة هذا
الصف ستفيدنا عند الانتقال للسنة الثالثة. هذا الصف ليس سوى بداية للتعب الحقيقي
الذي سيواجهنا للسنوات القادمة.
إلى معلمتي:
جهدك معلمتي ديمة أفادنا، خبرتك معلمتي ولدت
بداخلنا ولع الكتابة وحب الصحافة الذي أتمنى أن يكون أبدي، وكلما شاهدت تقاريرك في
الحصة أتمنى لو أصبح مثلك في المستقبل، وأتمنى أن لا تكون تلك الحصة الأخيرة التي
أستفيد بها منك. فشكرا لك معلمتي.
إلى زميلاتي:
استمتعت برفقتكن زميلاتي في الحصة، كانت
رفقتكن ممتعة وتخفيف للتعب الذي واجهناه جميعنا، مساعدة من هنا ومعلومة من هنا
علمتني الكثير عن الصحافة وعن الصداقة والأخوة. لن يكون هذا الفصل الأخير الذي
يجمعنا بالتأكيد، وشكراً لكن جميعاً، وإلى صف آخر ممتع سيكون لقاؤنا بإذن الله.
مع حبي: يسرا عمر
No comments:
Post a Comment