Friday, April 25, 2014

تميز الفيسبوك


ثورية الفيسبوك

بقلم عبير العارضة

اجتاح عصر المعلوماتية العالم بفترة قصيرة، لم يستغرقه الأمر أكثر من عشرة سنوات لكي يصبح هو الملجأ الأول و الأخير للعالم كافة. فقدان صديق الطفولة و الرغبة باستعادته ، لم شمل أشخاص فرّقت بينهم المسافات، الاطمئنان على أفراد لا يوجد الوقت الكافي لزيارتهم، فتح نافذة تطل على آفاق جديدة، توسيع المدارك، تطور، تكنولوجيا، اختصار وقت و جهد، جمع شرق العالم بغربه عبر الدخول لصفحة واحدة في الشبكة العنكبوتية بكبسة زر. هذا ما أُسِّست عليه فكرة  إنشاء "مواقع التواصل الاجتماعية".

"لا تستطيع صنع الملايين من الأصدقاء، دون كسب العداوات". كان هذا أول ما قيل عند تأسيس أول موقع للتواصل الاجتماعي "الفيسبوك". في عام 2003 كل ما سعى له مارك زوكربيرج عند جلوسه أمام شاشة الكمبيوتر هو تصميم موقعا جديدا على شبكة الانترنت يجمع زملاءه في جامعة هارفورد الأمريكية، و تسهيل عملية التواصل بينهم.

و بعد الإقبال و الرواج، سرعان ما تحولت الفكرة إلى حقيقة طُبقت على أرض الواقع ثم و بعد سنتان، توسع الموقع ليشمل مستخدمين من خارج الحرم الجامعي ليصل عدد مستخدميه إلى 12 مليون.

فتح زوكربيرج الأبواب أمام المبرمجين لتطوير خدمات جديدة لزواره، ، مما دفع العديد من الشركات الإقبال على شراء الموقع بمليار دولار، و الصدمة هو مقابلة الشاب العشريني للعرض بالرفض.

كان السبب وراء الرفض كما صرّح زوكربيرج لل فاينانشيال تايمز البريطانية أنه "ربما لم يقدر كثيرون قيمة الشبكة التي بنيناها بما تستحق". وأضاف أن عملية الاتصال بين الناس ذات أهمية بالغة، و"إذا استطعنا ان نحسنها قليلا لعدد كبير من الناس فإن هذا سيكون له أثر اقتصادي هائل على العالم كله".

وأثبت واقع الحال انه كان محقا في رفضه هذا العرض. فقد قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أبرز الصحف الاقتصادية الامريكية، أن شركة ميكروسوفت تسعى لشراء 5% من قيمة "فيس بوك" بقيمة من 300 الى 500 مليون دولار، مما يثبت أن قيمة "فيس بوك" الكلية تصل إلى مبلغ من ستة إلى عشرة مليارات بفترة وجيزة.

بالرغم من الاتهامات و القضايا التي رفعت على زوكربيرج، بتهمة سرقة فكرة الموقع، و المنافسات الشديدة و المواقف الحرجة التي تعرض لها، إلا أن هذا لم يوقف الفيسبوك من الانتشار، بل زاد من عدد مستخدميه حيث بلغ إلى 800 مليون مستخدم حالياً.

فكرة بدأت عند سطوعها تقليدية فأصبحت ثورية عالمية. الفيسبوك، ملتقى الجميع.

No comments:

Post a Comment