عندما قررت الغوص في عالم الإعلام، شعرت في بادئ الأمر بالندم ظناً مني أنه يعتمد في الدرجة الأولى على العلاقة بين الطالب والمعلم. فإن أحب المعلم الطالب، أكرمه بالعلامات. توجست من هذا الاعتقاد خلال العامين الدراسيين الأول والثاني. لكن هذه النظرة ما لبثت أن تغيرت وزال توجسي وأطلقت العنان لأفكاري لا سيما عندما سجلت لمادة الأستاذة ديمة الخطيب. حينها شعرت انني أمام فرصة حقيقية لولوجي عالم الإعلام من مدخل أكاديمي متمكن. ففي أول يوم لنا مع الأستاذة ديمة، طلبت من كل طالبة منا أن تكتب فقرة عن نفسها لتتعرف على شخصياتنا المختلفة بأسلوب جديد ومميز. وبعد أن تعرفت على أساليبنا المختلفة، ساعدتنا على صقلها لنخرج بأفضل النتائج.
لطالما كنت دائماً أراقب الأستاذة ديمة وهي تحدثنا في اللغة العربية الفصحى لفتني عشقها للغة الضاد الذي جعلها تعرب المصطلحات الغربية على طريقتها الخاصة. فيصبح حاسوب ال "Apple" "التفاحة المقضومة"، وال" Blackboard" " السبورة السوداء". وحرصها الزائد على استخدامنا للغة العربية السليمة كان هاجساً رافقني خلال إعدادي للتقرير المكتوب والإذاعي والصوري والتلفزيوني وحتى الرسائل الخاصة التي كنت أرسلها لها. لكن مما لاشك فيه، أن حرصها هذا كان ذا سحر غريب. سحر "معدٍ". سحر، يقودها إلى الغضب إذا كتبت كلمة "معدٍ" بالياء. سحر، تماهى مع شخصيتها وكأنه جزء منها. ومن أطرف المواقف التي حدثت في هذا السياق عندما تحدثت مع التقني الأجنبي الذي لا يفقه العربية بالفصحى.
حقاً، أشعر الآن أنني قد تعلمت الكثير من هذا الصف الصحفي بإمتياز. حيث كنت أنتظر بفارغ الصبر إنهاء تقاريري. وتمنيت لو خصصت لنا وقتاً أكثر في مواكبة تقاريرنا ومشاريعنا كي نستفيد أكثرمن خبرتها ومهنيتها. واستمتعت كثيراً في إعداد وتنفيذ التقرير التلفزيوني أكثر من المنصات الأخرى رغم الضغط الذي فرض علينا ورغم الدموع التي انهمرت على خدودنا جراء ملاحظاتها التي تقسو علينا لكنها تصب في النهاية في مصلحتنا. وما يمكنني أن أختم به أن هذه التجربة أغنت مسيرتي وحتماً ستنحت بصماتها في ملامح مستقبلي.
آنجي شيا
No comments:
Post a Comment