Monday, April 28, 2014

تجربتي مع سرد القصة الصحفيّة




أول انطباع
الانبهار، الخوف، التعجب، والإنعجاب كانت أولى انطباعاتي عند سماع كلمات الأستاذة ديمة الخطيب وهي تتحدث عن دفتر الصحفي السحري، محاضرتها تبلغ ما يقارب الساعتين من الزمن، إلا وأن نقاشاتنا لا تتسع هذا الحيز الزمني الضيق، فكنت دائما ما أنتظر المزيد وأتتطلع للمحاضرة القادمة.
عدت لغرفتي بعد أول محاضرة أفتش بين أوراق الإنترنت عن ما يساعدني على اسكتشاف شخصيتها، وجدت الكثير من ويكيبيديا وتويتر، إلى يوتيوب والتدوينات. فديمة منتشرة على أرجاء الصفحات الإلكترونية. ولكن ذلك كله جزء بسيط من شخصيتها، يتضح عبر شاشة الكمبيوتر.



اللغة العربية
تبنّي الألفاظ الأجنبية لهو فعلا جريمة يعاقب عليها القانون بدرهم على كل خطأ تبعاً لدستور ديمة. والأخطاء النحوية لعار يوشم على جبهة مقترفها في محاضرتها. وإن كنت قد تعلّمت شيئاً من محاضراتها فقد تعلّمت قيمةُ لغتي، وأن اللغة العربية هي أساس يتربى عليه كل صحفي عربي.


المنصة الكتابية
" منيح اللي ورجيتيني هاد هلا، ولا كنتي أخدتي علامة صاعقة." كلمات معلّمتي ديمة بعد قراءتها لأول جملتين من ما كنت أعتقد أنه "تقرير صحفي". واجهت صعوبة شديدة في التخلص من مشاعري وكتابتي الأدبية، ومحاولة تعلم الكتابة الصحفية. فتحت الجرائد والصفحات الإلكترونية للأخبار وأخذت بتحليلها وبعد محاولة واثنتين وثلاث، الحمدللّه كانت النتيجة مرضية.


المدونة
عشق أهملته، فأشعرني بالذنب.
للمدونات طعم خاص، كطعم الشوكالاتة بعد أسبوعٍ من الريجيم.
الحرية المستباحة في الكتابة ممتعة، والأهم أن بإمكاننا أن نستخدم الأسلوب الأدبي.
ولكن لكثرة المهام المقرّرة أهملتها ولم أعرها كامل انتباهي، فحقا كم أردت أن أكمل قصة أناستازيا علـى مدونتي.

التحدي
واجهت تحديات كثيرة في هذا المسار، ففي البداية دخلت مجال الصحافة وأنا لا أعرف شيئا عنه، ولا عن السياسة. كما ولم أكن يوماً من قرّاء الجرائد ولا من مشاهدي الأخبار. إلّا وبعد أسبوع واحد من محاضرات الأستاذة ديما، بدأت بالقراءة، واكتشاف التاريخ السياسي للوطن العربي، الذي لم أكن أفقه فيه شيئا سوى ما أسمعه من أحاديث ونقاشات بين الطلبة.
تعلمت أن أتحدى بريستيجي و"أنبطح على الأرض من أجل الحقيقة." وأن لا أقبل بلا كإجابة، ولا بالرفض كعذر. وأن التأجيل غير قابل للنقاش، وأن التهاون مرفوض.
اكتشفت أنّ الصحافة ليست مهنة ولا جزء من حياة الصحفي، بل هي حياته. وتعلّمت أن أتحدى نفسي قبل أن أتحدى الآخر.


الإستسلام
وصلت لمرحلة الإستسلام، وتفويض أمري إلى الله. مقاربةً على تكريس مستقبلي لزوجٍ ،لا يمانع إن كنت لا أعرف شيـئاً في "الطبخ والنفخ"، أو أن أعيش في مزرعة للدجاج. كلتا الخطتين كانتا لا بأس بهما في ذاك الحين، بعد أن تفتت إيماني وثقتي في أن أكون صحفيّة. وما زلت أشك…

صديقات
تعرفت أكثر على زميلاتي، بل واكتسبت صديقات عزيزات. منهن رنا، التي لم تبخل علي يوما بنصيحة ولا ب"عبّوطة".. استمتعت معها على مرّ المنصات المقررة. فلم يمر ليل أسهر فيه على منصة، إلا وسهرنا سويّة. نضحك ونبكي ونكتب ونمنتج ونسجّل وننام على الأرائك في غرف المونتاج. أما أميرة فلم تسلم من السهر المتواصل هي الأخرى، مشاركةً إيّانا همّ تسليم المنصة في الوقت المحدد.
هي أيام لا ينتشلنا من إحباطها سوى سُكْر الليل مع الأحباب.

أنا، وأميرة، ورنا، نستمع ل"عبدالقادر" الساعة الثالثة صباحاً في غرفة المونتاج في الجامعة الأمريكيّة في دبي


المنصة التلفزيونية
"مشروع ابتهال: مشروع حمل وإجهاض وولادة قيصرية." كلمات الأستاذة ديمة، بعد مشاهدة "ما اعتقدت أنه تقرير تلفزيوني".
هذا المشروع، كان كارثة. صورت ٦٠٠ فيديو، وفقدت ٣٠٠ بسبب خطأ تقني. سهرت ٣ ليال متواصلة على منتجته، والليلة الثالثة، بقيت معي أستاذتي ديمة للواحدة صباحاً وهي تصحح أخطائي إلى أن توصلنا إلى نتيجة. وبعد أن انتهيت من منتجته الساعة الخامسة صباحاً، أصيب بخطأ تقني آخر، اضطرني للانتظار ثلاث ساعات لحين تصحيحه، وتمّت الولادة والحمدللّه.

 الساعة الخامسة والنصف صباحاً ليوم تسليم التقرير التلفزيوني في غرفة المونتاج في الجامعة الأمريكية في دبي

تمنّيت لو أنّ
الحضور أيام السبت والانتظار ٣ ساعات في بعض الأحيان ليحين دورك لشدة الطلب على الأستاذة ديمة، لم أحبذه البتّة. تمنيت، كما واقترحت رنا، أن يكون هناك ربع أو ثلث ساعة مخصّصة لكل طالب، يحددها الأستاذ مسبقا تبعاً لجدولٍ زمنيّ، فيكون كل طالب على علم بوقت قدومه والوقت المحدد له، كما ويتبقى للأستاذ خمسة دقائق استراحة بين الطالب والآخر.
كما وشعرت في كثير من الأوقات أن توقعات المعلّمة ديمة لنا عالية جدّاً، تقارب مثالية تقاريرها، ونحن ما زلنا نخوض أول تجربة صحافة حقيقيّة. إرضاء ديما صعب إن لم يكن بالمستحيل.
كما وتمنيت لو أن تُعلّم المنصة التلفزيونية كمسار خاص بها، يضم شرح تقنيات التصوير والمونتاج. ففي آخر منصة لم أستمتع كثيراً بإنجاز المهمّة بل وأحسستها عبئاً على كاهلي، كقطعة حلاوةٍ علقت في البلعوم، أريد التخلص منها في الحال. رغم أنني كنت متحمسة لها أكثر من باقي المنصات. أمّا التقرير المتعدد المنصات لم يُعر له أي كمّ من الاهتمام.

شكراً
وأخيراً، كانت تجربة ممتعة بحلوها ومرّها، استفدت الكثير، وتعلّمت من أخطائي الأكثر. وبالنسبة لمحامية اللغة العربية، ديمة الخطيب، فلها 
.جزيل الشكر، على تفانيها في عملها، وحبها الشديد على ترسيخ مبادئ الصحفي في طالباتها خوفاً عليهنّ

3 comments: